سم الله وأنتـا داخل..وخش برجلك اليمين

الثلاثاء، أغسطس 16، 2011

لا تكن أنانياً .. لا تكن ضيق الفكر

كنت في زيارة لجدتي التي تقيم بمدينة بورفؤاد .. أخذنا الحديث ولم أنتبه الى الساعة التي أشارت عقاربها الى السادسة وعشر دقائق أي انه بقى أقل من 30 دقيقة على آذان المغرب , أخبرتها اني يجب أن "أروح الوقت" لإن مائدة الإفطار اليوم ستحمل على أطباقها السمان "اللي أنا بأحبه" ألحت علي أن أفطر معها لكني وعدتها اني سأفطر معاها في يوم آخر .. ودعتها وذهبت لألحق بالسمان. 



 مدينة بورفؤاد تقع على الجانب الآخر لقناة السويس في مقابلة مدينة بورسعيد التي أقيم بها حالياً .. ركبت المعدية (سفينة تعبر بنا قناة السويس) ولم يكن قد بقى إلا 10 دقائق وتغرب الشمس , وهنا رأيت بعض الشباب قد اعفوا لحاهم يوزعون اكياس صغيرة بها بضع تمرات وزجاجة مياه معدنية "دساني" وجزاهم الله خيراً على جهدهم , ولما حان دوري في التوزيع اخبرته مع ابتسامة اني " ح أوصل البيت قبل المغرب ان شاء الله ... شكراً " إلا ان رده كان ان "المغرب ح يأدن أهوه" فأخبرته مجدداً اني "مش عايز ميه وشكراً على التمر" فمد يده الي ممسكاً بالزجاجة ونظرة تعلو وجهه تخبرني بأن "النقاش انتهى ... ح تاخد الازازة يعني حتاخدها" فأخذتها منه وشكرته. 

وصلت الى البيت .. ولا أخفي عليكم .. فقد شغل هذا الموقف بالي لما بعد صلاة التراويح !

وليس ما شغل بالي تحديداً أن ذاك الأخ الفاضل أصر أن آخذ "الإزازة" وانما هو الفكر نفسه .. فلقد كان في "المعدية" أشخاص يحملون معهم عصائر بالفعل استعداداً للآذان ومع ذلك أصر السادة أصحاب اللحى على أن يأخذوا زجاجات المياه أيضاً !! 

ولأني أرى أن الشوارع تمتلئ بمبردات المياه والمساجد وكذلك "القلل" التي يملئها أصحابها بالمياه قبل الغروب فما الحاجة الى شراء زجاجات مياه معدنية وتوزيعها وطبعاً لا يفوتني أن أشكرهم على التمر فهو فكرة جيدة للغاية ! 

فما الفكرة هنا ؟؟
هل هي - حسب اعتقادي - وفقاً للحديث الشريف أن من فطر مسلماً كان له من مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا فإن كان هذا هو التفكير فمن المعروف أن الصومال بها مجاعة ونحن نوزع زجاجات المياه المعدنية على من لا يحتاجونها .. بل ونرغمهم - إن صح التعبير - على أخذها ... فماذا لا تقوم بإفطار من هم أشد حاجة منا الى هذه المياه المعدنية أخي الفاضل ؟ 

ولأن المسلم يؤجر -بإذن الله -سواء أفطر صائماً في الصومال أو في مصر فلماذا لا نصرف أموالنا في الجهة الأكثر فعالية والأكثر تاثيراً ونجعل الثواب يأتي من الجهة الأكثر احتياجاً ؟ 

لا أعرف ما أسمي هذا ولكن النية الصالحة لابد أن يديرها عقل متفتح ومفكر وينفذها الجهد الموجه نحو الإتجاه الأنسب.


اكتب هذه التدوينة لأن العقل يدعوني أن أفكر بطريقة "تصرف أقل فلوس لتحصل على أقصى استفادة ممكنة" وانه من العقل أن تفكر وتعرف ح تصرف فلوسك فين قبل ما تطلعها من جيبك .. وان كنت تسعى للثواب فلا عيب في ذلك ولكن لا تكن أنانيا وتروح تشترى "كراتين" مية توزعهم على ناس "مش محتاجاها" وناس تانية في مجاعة وفي أشد الحاجة للمساعدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق