سم الله وأنتـا داخل..وخش برجلك اليمين

السبت، أبريل 21، 2012

التـسـول

سندويتش المسقعـة 


كان الجـو حاراً .. وقفت على شاطئ كوبري قصر النيل اتأمل ذلك النهر العظيم الذي شهـد هزائم من أراد شراً بهذا البلد منذ فجر التاريخ بدايـة من هزيمة أحمس للهكسوس ومطاردتهم حتـى حدود فلسطين... وحتـى هزيمـة زبانية المخلوع مبارك في جمعـه الغضب يوم 28 يناير 2011.
وكان في يدي سندويتشــ ـين "مسقعـة" كنـت أنوي أن أبدأ بهما يومي الغذائـي لكن "نِفسي اتصدت" عن الأكل لسبب مجهول ربما من حرارة الجـو .. لست أدري! 
وضعت السندويتشين بجانبي وعُـدت اتأمل النيل .. وبينما أنا في عالم آخر من التأمل فوجئت بمن هو على مسافة قريبة جداً مني ينطق بكلمات غير واضحـة .. التفت فوجدته يقول: ((جنيه الله يخليك عشان آكل)). فما كان مني إلا أن اعطيته سندويتشين المسقعة لينصرف ولأتم التأمل .. إلا أن هذا ما لم يحدث البتـة !! فقد جلس الرجل بمسافة لا تزيد عن المترين عني وهو يلتهم السندويتشين بلارحمـة وهنا انصرفت من المكان حامداً ربي على ما آتاني من فضله وتساؤل يدور في ذهنـي .. ما الذي يمنـع هذا الرجل من يعمل ويكسب قوت يومه بنفسه ؟!! 
واني اتعجب من كثرة الطرق التي ابتكرها هؤلاء المتسولون لأجل أن يرق قلبك و"تشخشخ" جيبك وتخرج لهم بعض ما فيه بلا مقابل ولو انهم استخدموا نفس العقلية في الكسب لفعلوا الكثير! فكثيراً ما أُفاجأ بـ"عيل" صغير يطبع "بوسة" على أي مكان في جسمي بغرض التسول .. وكثيراً أيضاً ما يكون فمه "متـفـتف" فتجد خيطاً من اللُعاب يطول مع ابتعاد شفتاه عن ملابسي في منظر يجعلني في قمـة القرف ثم ينظر لي في بؤس لا يُوصف وهو يقول: نص جنيه يا عمو عشان افطر!!
ولا أنسى ذلك الـ"عيل" الذي أمسك بملابسي وقال لي: مش حأسيبك إلا لما تديني جنييييه..وكان رد فعلي سريعاً ساعتها أن "لطشته على وشه" فترك ملابسي وابتعد بحثاً عن "زبون" آخر. 
فمن يبيعون المناديل والمستلزمات المنزلية الخفيفة في المواصلات العامة وعربات المترو أفضل حالا - وإن كان حالهم لا يسُر أيضاً - من هؤلاء الذين يصبحون لا يلوون على شئ سوى ممارسة "السلبطة" على أموال الناس .. وليس الخطأ خطؤهم وإنما هو تقصير ما يسمـى بـ(الحكومـة) ولا اتحدث عن مصر فقط ولكنه الحال في معظم دول العالم ! 

أنواع المتسولين 



يختلف المتسولون من حيث انواعهم وطرقهم في "استنزاف" ما في جيبك بحسب الطريقـة التي تتجاوب معها شخصيتك فمنهم المتسول "الغلبان" الذي يسير في سكينـة ماداً يده ويتحدث بصوت منخفض وينصرف فور أن يدرك انك "مش ناوي" ... ومنهم المتسول "المفزوع" وهو كالمتسول الغلبان تماماً إلا أنه يمتاز بنظرة فزع محفورة على قسمات وجهه توحـي لك أنه قد تصعد روحه الى السماء ان لم تدخل يدك في جيبك فوراً وتعطيه "اللي فيه النصيب" وأيضاً المتسول "الزنان" الذي يلح ويلح ويلح وكأنك سترضخ له في النهايـة وأقول لكم أن هذا النوع من التسول لا يُـفلح إلا لو كنت تسير مـع خطيبتك. ومنهم المتسول "الممثل" ذلك المتسول الذي اتخذ التسول حرفة والذي يتقن فن انتزاع الفلوس من جيبك وللعلم فهو يرتدي ملابس عاديـة الى حد ما وليست "مقطعـة" ليصرف عن ذهنك كونـه متسول مثل دور "نور الشريف" في فيلم "دم الغزال" أو يصطنع البكـاء إن لم تُعطه.. وهناك من يتقن اصطناع أن يسقط مغشياً عليه بمجرد أن يقرأ على وجهك تعبيرات تعنـي أن محاولته تبوء بالفشل وبالتأكيد ان اتقان هذه التمثيلية مرتين في اليوم أمام شيخ تظهر عليه علامات العز أو سيدة "مرَيِّشـة" في منطقة راقية - مثل ما كان نور الشريف يفعل تماماً - كافي لجني مبلغ قد يفوق الأجر اليومي الطبيب أو المهندس وللأمانـة لم يقابلني هذا الموقف ولكنـي أتمنى من كل قلبي أن يحدث أمامي لأفضح تمثيله بيدي المتشوقـة للنزول على وجهه!
قد يؤاخذني البعض في ردة فعلي على النوع السابق من المتسولين فربما كان في ضائقة بالفعل فأقول له أنه من الصعب تصديق أن يترك كل مهن الدنيا ليقف في الشارع "يشحت" .. وأبقى فتشه وهو مغمـى عليه ح يفتح عينيه قبل ما تلاقي في جيوبه فلوس! 
أما المتسول الغني فهو الذي لا يحتاج المال وانما تأصل التسول في عاداته حتـى أصبح من طِـباعه .. وشاهد هذا الفيديو للواء شفيق البنـا يتحدث فيه عن جمال عبد العزيز رئيس سكرتارية المخلوع وستدرك أن مبارك هو الأب الروحي للتسول في مصر. 
أما المتسول البلطجي ولا أنسى يوم ما وقف امامي ذلك المتسول المتنكر في هيئـة شاب "روش" في طريق عام وممتلئ بالمارة وفي يده سيجارة مشتعلة وهو يطلب منـي خمسـة جنيهات -5جنيه مرة واحدة كدا ! - فما كان منـي إلا أن انصرفت من أمامه وتابعت طريقي دون أن أنبس بكلمة واحدة وأنا مستعد لرد أي تصرف عدواني من هذا الـكائن عديم الكرامة. 
وأخيراً نأتي الى أحب انواع المتسولين الى قلبي وهو المتسول الذكي الذي يعرف كيف يكسب مشاعر الناس ونقودهم أيضاً دون استثارة عطفهم مثل الذي يجلس في الشارع يتلو القرآن الكريم بصوت مقبول وبتجويد مقبول أيضاً وأمامه علبة صفيح أو منديل قماش يضع له الناس فيها "اللي فيه النصيب" أو كالذي يقوم بعمل أكروبات يتجمع الناس ليشاهدوها ويستمتعوا بها ليعطوه "اللي فيه النصيب" بعد انتهاء العرض وينصرفوا وعلى وجوههم ابتسامـة.

هل نستطيع أن نقضي على التسول ؟ 


الإجابة نعـم نستطيع والحل بسيط .. نستطيع أن نقضي على 99% من ظاهرة التسول بأن نوفر لهم "شغلات" تناسب مستوى تفكيرهم وعقلياتهم كأي يكونوا سعاة في المكاتب أو عمال أو صنايعيـة أو سياس جراج بعد تأهيلهم نفسياً وعقلياً على أن يعلموا بأن مصيرهـم السجـن اذا ما حاولوا الهرب والعودة للتسول مرة أخرى.

الأحد، أبريل 08، 2012

هـل تبقى شئ من الكرامة؟؟ طب هل تبقى شئ من المروءة؟؟؟

لربما لا يملك الإنسان كرامتـه لكنه بكل يقين يملك مروءته.

أكتب هذه التوينـة اليـوم لأعبرعن مدى ندرة المروءة في هذه الأيـام ومدى ندرة هذه العملة التي  قليلاً ما تجدها في شخص على مر الأزمنـة ولكن في ايامنا هذه ربمـا تكون هذه العملة مُنقرضة غير موجودة وغير مرغوبـة ... وربما تكون غير معروفة أيضاً.

ولربما لا يملك الإنسان كرامتـه ... لكنه يملك مروءته بكل تأكيد ... وحوار انه لا يريد ها ده شئ يحتاج الى تدوينـة أخرى , فكل واحد يخلي باله من مروءتـه أحسن تروح منه في الزمن ده وياليت المروءة تذهب بغتـة ولكنها - للأسف - تقل تدريجياً دون أن تشعر الى ان تختفي تماماً من الروح.

تقريباً في يوم 26 مارس تواردت أنباء عن جنسية والدة مرشح الرئاسة الأكثر شعبية في مصر وظلت الامور بلا رد او نفي من الداخلية المصرية او الخارجية الى ان ظهر رد الخارجية المصرية على بناء على رد الحكومة الأمريكية مساء السبت 7 ابريل والى ذلك التاريخ تفنن بعض معدومـي المروءة والحكمـة في كيفية "ذبـح" المرشح ومؤيديه معنوياً دون التيقن من أي شئ.

ذهبت مروءتُـهم

بحُسبـة بسيطـة نجـد من تسابق هؤلاء على التنكيل بسمعتـه واطلاق الألسنـة أنهم لم يكونوا ليتيقنوا أبداً من صحـة الأخبار وانما المسألة شخصيـة بينهم وبين شخص يخالفونـه مبادئه الواضحـة التي لم يقبل المساومـة عليها يوماً ويتمنون له الفشل وها قد جاءت الفرصـة لينتقلوا من مرحلـة التمنـي الى مرحلـة المساهمـة في أن يفشل.


ذهبت مروءتـهم .. فلم يحتكموا للديمواقراطية -كما يُنادون دوماً- ولا للفطرة بل ان بعضهم ليفضل احد فلول النظام السابق ليظل بيع الغاز المصري لاسرائيل بأقل من سعر التراب ولتظل قناة السويس معديـة للسفن الأمريكية - والحربية منها على وجـه الخصوص - وليظل الفقر والجهل  والتشزُرم ولتُنهب خيرات البلد عن بكرة أبيها على أن تُحكم مصر بما يريد أهلها.

أكتب هذه التدوينـة اليوم للأجل هؤلاء الأغبياء الذين لا ينادون بالديموقراطية إلا اذا جاءت بما تهـوى أنفسهم.
أكتبها أيضاً لمن لم يدركوا ان لحظة المواجهة قد اقتربت - وربما قد حانت - وهما لسه بيلعبوا سياسة ! وبيلعبوا مع مجلس عسكري آخدها عافية وبينفذ اللي عايزه وفاكرين انهم ممكن يكسبوا .


أكتب هذه التدوينـة للي عمال يضحك ويهزر وينكت على ترشح عمر سليمان والبلوفر وعمرو موسـى ولا يدرك ان نهاية الثورة الفعلية ستكون بتولى أحد هؤلاء وانه لا مفر من ثورة أقوى "تُـنظف وساخة" عام كامل من حكم فاق 30 عاماً من التخبط والفساد في ظل حكم مبارك وساعتها اما نشوف الظُراف دول اللي بينكتوا حيبقوا فين المرة دي ,, في الشارع ,, ولا على تويتـر ‎‫وفيسبوك يتسابقون في تناقل الأخبار والتعليق عليها تعليقات سخيفة عشان "الفولورز" و"الكوممينت"  ... ولا الدقون اللي فاكرين انهم أولياء الله في الأرض ومنزلوش وكانوا اول ناس بيتنفخوا .. اما نشوف حتنزلوا ولا حتعتكفوا في المساجد زي المرة اللي فاتت.

المواجهـة قادمـة لا محالـة ,, ووالله انها فرصة اللي منزلش يوم 28 يناير ينزل عندما تحين لحظـة المواجهـة ,,  ليس لأجـل أبو اسماعيل أو أبو الفتوح أو أبو جلامبو حتى ,, وانما ألا نسمح لأنفسنا بأن نعود أذلاء بعد أن اكرمنا الله واللي كان عنده ظروف الظروف مش في كل مرة ,, لأجل أن تحتـرم نفسك وتُحتـرم أمام أولادك وأحفادك عندما يسألونـك عن 25 يناير.
ستقوم ثورة أخرى وستكون المواجهـة أشد , فهم يعدون لها منذ عام كامل ويزيد ولم نرى إلا البشائر فقط .لكن سينقلب السحر على الساحـر يا مجلس الخونـة وادينا شفنا الموت مرة ,, ويا روح ما بعد روح هي موتة ولا أكتر.