سم الله وأنتـا داخل..وخش برجلك اليمين

الأربعاء، يوليو 06، 2011

حق الشهداء قبل مطالب الشعب

حق الشهداء من تكريم وحق ذويهم في القصاص العادل من القتلة واجب علينا تجاه هؤلاء..فلا توجد -حتى كتابة هذه السطور- قائمـة "موثوق بها" بأسماء الشهداء وعناوينهم وتليفونات ذويهم والمكان الذي اُستشهدوا فيه وكذلك نبذة عن سيرتهم الذاتية –ولن تُوجد قائمة في ظل نظام طنطاوي- تكون كفيلة أن تُخرس أي "كلب" يشكك في هويتهم وتكون مرجعاً لأسماء المدارس والشوارع في مصر. 

وعلى الرغم من تعدد مطالب 8 يوليو والتي أطالب بها انا أيضاً إلا أني أرى أن نقدم مطلب "حق الشهداء" الذين ضحوا بأرواحهم فداء لحرية وأمن بلدهم من قصاص وتكريم ومراعاة لذويهم ورعاية لمصابي الثورة ونجعل هذا المطلب على رأس المطالب وعلى قمة أولويتها وأؤكد على أن تجمعنا على هذا "الأمر" - فالشعب يأمر السلطة ولا يطلب منها - والمناداة به قبل بقية "الأوامر" سيجعل العالم ينحني لنا مرة أخرى احتراماً وتقديراً لنُـبل هذا الشعب الذي قدم حقوق شهدائه على حقوقه في مشهد سيذكره التاريخ على مر العصور. 

لقد نزلنا الى الشارع معاً..وشاءت الأقدار أن تُلاقي ربك أيها الشهيد بلاوداع .. فلستُ أفضل منك كي أحيا ولكن شاء القدر أن أُكمل أنا ما نزلنا لأجله معاً 

أنا نازل الشارع يوم 8 يوليو وباق في الميدان حتى نأخذ بالقصاص ويكتب الله لنا النصر أو تكون الشهادة .. فلا نامت أعين الجبناء.

الجمعة، يوليو 01، 2011

اعتصام 8 يوليو ... النهاية


25 ينـاير ... يوم وُلدت مصر من جديد



منذ قرابة الستة أشهر شهدت مصر حدثاً لم يكن يراود المصريين في أحلى أحلامهم وهو خلع المخلوع محمد حسني مبارك بعد ديكتاتورية ختمها بأن "اتخلع" من شعبه و"اترمى" في مزبلة التاريخ بخطاباته الجوفاء التي سئمها شعبه ثلاثين عاماً لا أقول أنه أهمل فيها واجبـه تجاه مصر وإنما تعمد هدم أركان هذا الوطن..ولم يبحث يوماً عـن كرامة شعبه وإنما تفنن في إهانة المصريين واهدار كرامتهم بالقول والفعل معتقداً أن هذا الشعب سيظل حبيس سجن مادي أحكم إغلاقه عليه من صعوبة الحصول على لقمة العيش وإعتقال وفرض إتاوات ورشاوى وسجنه المعنوي بأن مصر في أزهى عصورها الإقتصادية وإن الدنيا "بمبي" ومن تجميل لصورته وجعله من نفسه الأب والقائد وصفات أخرى لم ولن يشهد له بها التاريخ أبداً..وأنه إما هو أو الفوضى..وأنه لا توريث..ولم يتصور يوماً أن هذا الشعب يمكن أن يثور وينجح ويخرج من سجونه في ظل زبانيته الذين عاثوا في الأرض فساداً والذين "نسوا أنفسهم" فأصبحوا جلادين ونصَّبوا أنفسهم "أسياداً" لهذا الشعب العظيم فلما لقنهم الدرس قاسياً قالوا "مش لاعبين" وقعدوا في بيوتهم "زي النسوان" بعد أن أطلقوا المجرمين من السجون كنوع من الإنتقام كي يرضوا نفوسهم "المريضـة" وليسلبوا هذا الوطن أمنه.

ستـة أشهر .. تغير المصريون ولم تتغير مصر!



سبحان الله ! .. يبدو أن أعضاء المجلس العسكري ورئيس الوزراء عصام شرف نسوا أوتناسوا سريعاً بأن حدثاً جللاً حدث في مصر وأن بامكان المصريين أن يعيدوا 25 يناير مرة أخرى !

وإن لم يكن فما كل هذا التباطؤ واللامبالاة وعدم الإكتراث بمطالب الثورة بل والإستفزاز أحياناً سواء من القول كالتصريحات "اللي تحرق الدم" مثل تصريحات سيادة اللواء "مندوح" شاهين أو الطود الراسخ الذي أثبت عملياً أنه لا يمكن الإطاحة به - (ربنا ياخده يارب) - أو الفعل كإصدار مزيد من القوانين من تلك التي قامت لأجلها ثورة مصر أو التصرفات اللامسئولة التي تنتهى بأن "رصيدنـا يسمح" أو الغفلة عن اتخاذ قرارات بديهية للغاية تجاه مواقف بذاتها..فقد كنت أنا والشهيد بنفس ذات الوقت في شوارع مصر..فهل ضحى بدمه لأحيـا أنا ودمي "محروق"!

فلماذا لم يُعزل ثم يُحاكم من قتلوا الشهداء بغير ذنب؟ أين الضباط المسئولين عن قتل اللواء "البطران" وإطلاق المجرمين من السجون؟ لماذا لم يتم التحقيق مع القناصة الذين لا يعرف أحد أين هم الآن؟ لماذا زادت ظاهرة مشاهدة ضباط الشرطة للجرائم بأم أعينهم "زي المـ&^صين" دون أن يحركوا ساكناً؟ هل قبضوا رواتبهم من ضرائب الشعب على الفترة من 28 يناير وحتى الآن؟ وصدقوني لن أتعجب لو أنهم قبضوا رواتبهم مع "الحوافز" أيضاً عشان مايتقمصوش مطرح العلقة !! السؤال الأهم لماذا لا يُطبق رأي العقل بأن الداخلية بحاجة الى "دم جديد" يعرف حقوقه وواجباته تجاه هذا الشعب ليحموا هذا الوطن؟

فأنا لا أمانع – إن لم أكن وحدي - أن يكون مأمور قسم الشرطة برتبة "نقيب" أو حتى "ملازم أول" على أن يتم "تنظيف" هذا الجهاز من الأوساخ والنفوس المريضة واذا افترضنا أن نسبتهم تصل إلى 80% من إجمالي الضباط في هذا الجهاز فلا ضير أن يدرب الـ 20% المتبقية دُفعة خاصة من ضباط الشرطة بالسنة الثالثة والرابعة من كلية الشرطة بالإضافة لخريجي الحقوق والشريعـة والقانون وكلية التربية الرياضية ولماذا لا تستعينون بهذا الرجل!


لذا إن كان للشعب مطلب واحد تجاه هذه الوزارة التي ينطق لسان حالها أنها لن تنصلح إلا بـ"الإستئصال" فلن يكون أقل من إقالة هذا الوزير العاجز المشئوم الذي فَشِل ويرفض الإعتراف بأنه فَشِل في ترويض هذه الوزارة المتغطرسة !

ولماذا يظل المخلوع في مستشفى من الدرجة الأولى بدون سبب طبي واحد في حين لا يلقى مصابي الثورة اي نوع من العلاج أو الرعاية من الدولة؟ وما الغرض من أن يُنشر بين الحين والآخر ان "نفسيته تعبانة" وأنه غاضب من الشعب - (أحا) - وأنه تعرض لحملة غير عادلة وكأنه قد حكم ثلاثين عاماً بما أمر الله وعلى نهج الرسول والصحابة والتابعين وأولياء الله الصالحين! في حين تُقطع البرامج "الي بتجيب عمايله السودا" ! ولماذا هذا التسويف والتأجيل لمحاكمته سواء بقتل المتظاهرين أو الكسب غير المشروع؟ هل لأن ستـة أشهر بعد "خلعه" لم تكفي لإنهاء مئات العمليات البنكية "لإخفاء" هذه "السريقـة اللي مش عايزة تتخَفى" والتي تعادل ميزانية بعض الدول والتي تكفي لتخرج مصر من مأزق الإقتراض والذي كان يصر وزير المالية على أنه أمـر حتمي لابد منه في حين أن مصر "مليانة" بالموارد على رأسها الغاز المصدر لإسرائيل بـ"رخص التراب" في الوقت الذي توجد فيه أزمة غاز في مصر!! فلدينا في مصر كل ما نحتاجه لنتصدر لائحة الدول الإقتصادية في زمن قياسي بعيداً عن فزاعة المجلس العسكري التي تُـشيد دائماً بمظاهرات ميدان التحرير الخارقة للطبيعة والقادرة على إيقاف عجلة الإنتاج في مصر كلها والدول المجاورة أيضاً ! وهل يُعقل أن يصدر قانون يجرم التظاهر بدلاً من تحديد حد أدنى للأجور يكفي لحياة كريمـة لأفراد هذا الشعب ولا يدفعهم للتظاهر؟ أليس من الهام جداً أن يتم تجميد النشاط السياسي لأعضاء حزب الفلول المحلول لمدة عشر سنوات على الأقل - وليس خمس سنوات كما يريد البعض - قبل الانتخابات البرلمانية "بدل ما بنلاقيهم ناطين لنا" في كل مؤتمر أو مناسبة سياسية؟ لماذا لا يتم استقلال القضاء نهائياً عن وزارة العدل كما ذكرت الأهرام ونفى مجلس الوزراء هذا الخبر السعيد بعدها؟ ثم يأتنا خبر رفض "المجلس الموقر" الذي اكتسب شرعيته المزعومة من الإستفتاء لطلب الدكتور شرف بإقالة سبعة وزراء من حكومته يعارضون مطالب الثورة! ومن قبله رفض استقالة الطود الراسخ! لا شك أن مبارك سيعود للسلطة مرة أخرى اذا أكملنا المسير على هذا المنوال!!

وفي هذه المعمعة لا يجب ننسى سوزان ثابت وعائلتها.. تلك الحيزبون التي أشترت "دماغها" بـ 24 مليون جنيه مصري لامؤاخذة مش دولار رمتهم في "وشنا" وكأن هذا ما سيقطع الألسنة.. وياللعجب لم تكتمل معاها حتى إجراءات التحقيق !!!! تلك الحيزبون السبب المباشر في خراب مصر.. نعم السبب المباشر "وأكتر من مبارك كمان" !

اضطراب الأمور الأمنية والإقتصادية بعد حدوث ثورة في مصـر أمر طبيعي والشكر لأعضاء المجلس العسكري على حفظهم دماء المصريين وتجنيب البلاد من المضي بمستقبل يصعُب التنبؤ بمدى سواده – رغم أن واجبهم يحتم عليهم ذلك - وبالرغم أنها المرة التريليون التي يُشكر فيها المجلس على هذا التصرف إلا أنه ما زال يمن علينا بذلك! لذا وجب أن أنوه تنويه بسيط يا سيادة أعضاء المجلس العسكري..أن جند مصر خير أجناد الأرض!

وبالرغم انه لا توجد مكاسب ملموسة حتى لحظة كتابة هذه السطور لثورة 25 يناير إلا أن المكسب الأعظم لهذه الثورة هو اننا - نحن المصريين - اتغيرنا و"اتكسر" حاجز الخوف جوانا وأصبحنا على استعداد أن نواجه الموت في سبيل أن نكون أحراراً وأقولها لمن لم يفهم .. لقد أصبح المصريون أقوى من قبل 25 يناير.

أكتب هذه التدوينة لأذكر قارئها بهذه الثورة العظيمة وما فيها من أحداث خلدت هذه الثورة في كتب التاريخ وجعلتها مرجعاً ومعلماً للأجيال وقد علمت شعوب العالم كيف تكون الثورات !

أكتب هذه التدوينة لأذكر القارئ أننا كنا ننظف الميدان ولا يظن أحدنا أننا سنأتيه متظاهرين معتصمين مرة أخرى قبل وقت طويل ربما لا يكون في زماني أو زمانك عزيزي القارئ فإذ بنا نضطر أن نعود اليه بعد أقل من ستـة أشهر لم تكتمل فيها فرحـة ولم نقرأ أو نسمع إلا ما يُنكد البال.

أكتب هذه التدوينة لأن شئ ما بداخلي يقول أن 8 يوليو لن يكون يوم تظاهر أو اعتصام عادي وانما سيكون جمعة غـضب أخرى مع الشرطة والبلطجية تحت إشراف المجلس العسكري سيتحدد فيه من المنتصر وصاحب الكلمة العُـليا في هذا البلد.